فى عَين شمس.. يسطع الحق بقلم/ شريف رمزى المحامى
فى عين شمس.. أون القديمة.. موطن
الإله رع.. هليوبوليس "مدينة الشمس".. الأرض التى تباركت بمرور العائلة
المقدسة.. وعلى مقربة من الشجرة المباركة....
جموع غفيرة تحتشد.. تهتف.. وتطالب..
فى حمية.. بسقوط الكنيسة... ثم.. تخريب.. وتحطيم.. يمتد من الكنيسة إلى
ممتلكات الغير... ثم.. عربات مُصفحة.. ورجال أمن يرتدون زيهم الرسمى..
يتحركون في رعونة وفق أوامر وتعليمات عليا لا تراعى الحق أو تخدم القانون،
ولا تفرق بين طرف مُعتدى وأخر مُعتَدى عليه..
هناك.. في عين شمس.. كل الأقنعة تسقط.. فينكشف الزيف وتظهر الوجوه على حقيقتها
وهنا لا يملك المرء إلا أن يتسأل.. ما يُضير الأمن إن
صَرح ببناء كنيسة؟!.. وماذا يخشى شركاء الوطن إن تمكن المسيحيون من أداء
طقوسهم ورفع صلواتهم؟!...
صلواتنا وشعائرنا لا تزعج أحداً، ولا تُفرض على الأخر فرضاً...
نحن لا نفترش الشوارع، ولا نُغلق الطرقات أمام المارة،
ولا نُعطل مصالح الناس فى الدوائر الحكومية، ولا نتباهى بصلواتنا فى
مكبرات الصوت.. لأننا نؤمن أن الله يسمع صلواتنا ويقبلها..
لذلك فصلواتنا وحدها تصنع المعجزات.. تشفى المرضى.. تُقيم الموتى.. وتنقل الجبال..
التاريخ نفسه يشهد لصلواتنا أنها شَقت عنان السماء..
يحدث ذلك فى هدوء وبساطة، لننا نتعامل مع الخالق القدير، الذى أوصانا أن نُحب حتى المسيئين إلينا.. ونُحسن إليهم.. ونصلى من أجلهم..
فى صلواتنا لا نُهين الأخر ولا نطلب أن يخسِف الله به الأرض..لا نطلب أن يُشتت الله شملاً، أو يُيَتم طفلاً..نحن نطلب الخير للجميع، والسلام للجميع.. ولهذا نتسأل أيضاً.. لماذا ترعى الدولة هذا النهج المتطرف وتُشجعه؟!على النظام أن يراجع حساباته ويفتش فى اوراق
الماضى..عليه أن يعي الدرس جيداً.. لا أحد يربى ثعباناً فى حضنه ويتصور
أنه يضمن ولائه إلى الأبد.. وإلا فليسأل من لُدغ قبله... م ن ق و ل عن مدونة الملف القبطى